مقدمة:

استفاد الاقتصاد الأمريكي من الحربين العالميتين، فبسطت الولايات المتحدة هيمنتها الاقتصادية والسياسية على العالم بالاعتماد على قوتها العسكرية وتطورها التقني. فما هي أهم مميزات ومشاكل اقتصاد الولايات المتحدة؟





І- يتميز اقتصاد الولايات المتحدة بتطوره:

ــ الفلاحة: يتميز الإنتاج الفلاحي بتنوعه ووفرته، إذ يحتل الرتبة الأولى عالميا في إنتاج الذرة والصويا، والثانية في القطن والبرتقال، والثالثة في القمح، وتوفر الولايات المتحدة 22% من الإنتاج العالمي من اللحوم و14%من الحليب.



ــ الصناعة: تتركز أهم المناطق الصناعية في الشرق، وتحتل الصدارة في مجال المعلوميات والابتكارات العلمية والصناعات البتروكيماوية والغذائية، وتنتج 19% من الإنتاج الصناعي العالمي.



ــ التجارة والاستثمارات الخارجية: ترتبط تجارة الولايات المتحدة أساسا بالدول المتقدمة مثل الاتحاد الأوربي واليابان وجنوب شرق آسيا، حيث تصدر 81% من المواد الصناعية وتستورد 69% منها، وتبلغ قيمة صادراتها أزيد من 1000 مليار دولار، وقيمة الواردات أزيد من 1350 مليار دولار، ومن جهة أخرى تستثمر الولايات المتحدة رساميل ضخمة في الخارج خصوصا بالدول المتقدمة (خريطة5 ص:113).





ІІ- يستفيد اقتصاد الولايات المتحدة من تنوع المؤهلات:

ــ الفلاحة: تستفيد من شساعة الأراضي الزراعية (21% من المساحة العامة) ووفرة التساقطات وتنوع المناخ، والاعتماد على التقنيات الحديثة من آلات وأسمدة ومبيدات والبحث العلمي، وتساهم الفلاحة في تطوير الاقتصاد باندماجها في القطاعين الثاني والثالث (مبيان ص:114) رغم أنها لا تشغل سوى 2.7% من النشيطين.



ــ الصناعة: تعتمد على وفرة الطاقة والمعادن، وتستفيد من مميزات النظام الرأسمالي القائم على وفرة الرساميل والتركيز الرأسمالي (الأفقي والعمودي والهولدينغ) وبذلك ظهرت مؤسسات صناعية كبرى متعددة الجنسيات تعتمد على المبادرة الحرة والمنافسة والبحث العلمي والتقنيات الحديثة ووفرة اليد العاملة المتخصصة، إذ تشغل الصناعة 24% من النشيطين.



ــ المبادلات التجارية: تستفيد من تنوع ووفرة طرق المواصلات البرية من سكك وطرق معبدة وأنابيب، وطرق جوية وأخرى بحرية ونهرية (جدول ص:115)، وإذا كانت قوة الإنتاج الصناعي والفلاحي تساهم في تطوير التجارة الخارجية، فإن ارتفاع الأجور يساهم في تنشيط التجارة الداخلية.





ІІІ- تعاني الولايات المتحدة من عدة مشاكل:

ــ طبيعية: يعاني شرق الولايات المتحدة من خطر الإعصارات القادمة من خليج المكسيك، وفيضانات نهر الميسيسيبي، إضافة إلى الأمطار الحمضية والمجاري الملوّثة الناجمة عن كثرة الصناعات الملوثة (خريطة ص:116)، أما الجزء الغربي فيعاني من جفاف المناخ.



ــ اقتصادية: تواجه الولايات المتحدة منافسة قوية من قبل اليابان والاتحاد الأوربي والصين في المجالات الصناعية والفلاحية والتجارية، مما ينجم عنه تضخم الإنتاج الصناعي والفلاحي وبالتالي عجز الميزان التجاري الذي ارتفع من 8 مليار دولار سنة 1997 إلى 45 مليار دولار سنة 2003 (مبيان ص:117).



ــ اجتماعية: تصل نسبة البطالة في المجتمع الأمريكي 5.2% من النشيطين، إضافة إلى ارتفاع نسبة السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر خصوصا في الجنوب (خريطة ص:117) حيث يكثر السود، ومن جهة أخرى يعاني الهنود الحمر والسود من الميز العنصري.



ــ سياسية: تنجم عن استياء معظم شعوب العالم، خصوصا الإسلامية، من التدخل السياسي والعسكري للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لكثير من البلدان بهدف حماية مصالحها الخارجية والمصالح الإسرائيلية بمنطقة الشرق الأوسط.





خاتمة:

رغم القوة الاقتصادية للولايات المتحدة وهيمنتها العسكرية على العالم فإنها تعاني من عدة صعوبات أهمها منافسة قوى اقتصادية صاعدة مثل اليابان والصين ودول جنوب شرق آسيا.