مقدمة:

واجه
المستوطنون الأمريكيون الاحتلال الإنجليزي، وكونوا دولة فيدرالية عبر عدة
مراحل. فما هي مراحل تكوين الولايات المتحدة الأمريكية؟ وما هي أهم أسس
نظامها الفيدرالي؟


I- استقلال وامتداد الولايات المتحدة:

احتلت
بريطانيا الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية وقسمته إلى ثلاثة عشر ولاية،
وفرضت على المستوطنين عدة ضرائب وإجراءات تتجلى في احتكار السفن الإنجليزية
لنقل بضائع المستعمرات (قانون الملاحة) وفرض الضرائب على البضائع
المستوردة من بريطانيا (قنون التنبر)، وأخرى على الأراضي الزاعية (قانون
الشاي). وقد أثارت هذه الضرائب سخط سكان المستعمرات ورفضواأداءها ما دامت
غير صادرة عن مجالسهم التشريعية أة ممثليهم، فاندلعت حركة مقاومة انتهت
باعتراف بريطانيا باستقلال الولايات الثلاث عشرة منذ سنة 1783، ثم انتخب
جورج واشنطن رئيسا للولايات سنة 1789 لتبدأ بعد ذلك عملية التوسع خلال
القرن 19 لتشمل معظم أمريكا الشمالية (خريطة ص: 64).


II- نظام الحكم الفيدرالي:

أقام
الأمريكيون نظام حكم فيدرالي يسمح لكل ولاية بحرية اختيار حكومتها
وقوانينها الداخلية، في حين تبقى شؤون الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية من
صلاحيات الحكومة الفيدرالية. وقد نص الدستور على شكل الحكومة الفيدرالية
معتمدا مبدأ فصل السلط:

ــ السلطة التشريعية: يمارسها
الكونغرس، ويتألف من مجلسين: مجلس النواب ويضم ممثلين عن الشعب يتناسب
عددهم مع عدد سكان كل ولاية، ومجلس الشيوخ ويضم عضوين عن كل ولاية.

ــ السلطة التنفيذية: يمارسها
الرئيس المنتخب لمدة أربع سنوات، ويتحمل مسؤوليته أمام الشعب وليس أمام
الكونغرس، وله صلاحيات قيادة الجيش وتوقيع المعاهدات وتعيين السفراء.

ــ السلطة القضائية: تزاولها
المحكمة العليا، وتتألف من رئيس وثمانية قضاة يعينهم رئيس الجمهورية، ومن
مهامها حل النزاعات بين الولايات والتأكيد على مدى دستورية القوانين
الاتحادية.

إذا
كان الدستور الأمريكي الأول لا يسمح بحق الانتخاب إلا لكبار الملاكين
البيض فقط، فإن تعديله في مارس 1870 سيسمح بحق الانتخاب لجميع سكان
الولايات المتحدة. (وثيقة 9 ص: 65).


خاتمة:

ساهمت
الثورة الأمريكية في توحيد وامتداد الولايات المتحدة خلال القرنين 18 و19
لتصبح خلال القرن 20 أكبر قوة اقتصادية تحاول بسط هيمنتها على العالم
اعتمادا على قوتها العسكرية.