الحروب الصليبية: المواجهة واحتكاك الحضارات
مقدمـة: 
شكلت الحروب الصليبية أهم فصول العلاقات بين المشرق العربي الإسلامي والغرب المسيحي. 
- فكيف كانت الوضعية الدينية بحوض البحر المتوسط قبل هذه الحروب؟ 
- وما هي أطوارها وانعكاساتها على أوربا والعالم الإسلامي؟

І – الوضعية الدينية بحوض البحر المتوسط وأسباب الحروب الصليبية: 
1 ـ تعدد الديانات بحوض البحر المتوسط: 
انتشرت بحوض البحر الأبيض المتوسط خلال القرن 10 الميلادي عدة ديانات، حيث كانت الشعوب العربية 
تدين بالإسلام الذي استطاعت نشره بالأندلس، في حين تجزأت أوربا بين أتباع المسيحية الكاثوليكية (بأوربا 
الغربية أساسا) والمسيحية الأورتذوكسية (بروسيا وجنوب شرق آسيا). 
2 ـ تعددت أسباب الحروب الصليبية: 
تعددت دوافع الحملات الصليبية على المشرق الإسلامي، فإذا كان الهدف الواضح هو الاستيلاء على بيت 
المقدس، هناك أيضا الرغبة في الاستحواذ على طرق التجارة العالمية والسيطرة على ثروات العالم الإسلامي. 
ІІ– أدت الحروب الصليبية عبر مراحلها إلى الاحتكاك بالحضارة الإسلامية: 
1 ـ مراحل الحروب الصليبية: 
بدأت الحروب الصليبية في القرن 11 م، ومرت بأربع مراحل كبرى (1096 - 1204 م)، اختلفت من حيث 
أهدافها وطرقها ونتائجها (أنظر الجدول والخريطة الصفحة 67). 
2 ـ واجه المسلون الهجومات الصليبية: 
سيطر المسيحيون في البداية على عدة مدن إسلامية على رأسها القدس، إلا أن القوات الإسلامية واجهتهم 
واستطاعت هزمهم خاصة في معركة حطين سنة 1187 م بقيادة صلاح الدين الأيوبي، حيث تم استرجاع القدس. 
3 ـ واجه المسلون الهجومات الصليبية: 
أدت الحروب الصليبية إلى احتكاك الحضارتين الإسلامية والمسيحية، فبعد احتلال الأوربيين لعدة مناطق عربية 
اطلعوا من خلالها على تطور العرب في مختلف الفنون مما أدى إلى تفاعل ثقافي وفني بين حضارات البحر الأبيض 
المتوسط. 
خاتمة: 
شكلت الحروب الصليبية أطول مواجهة مباشرة بيين المسلمين والمسيحيين، وساهمت في بداية تأثر أوربا 
بالحضارة العربية الإسلامية.