لأم هي النموذج المثالي في عيون ابنتها ولذلك فمن الطبيعي ان تقلدها البنت
في كل شيء.. والغيرة إحساس طبيعي بداخل كل منا وتتفاوت درجاته تبعا للشخصية
والتربية.. وغيرة البنت من أمها شعور طبيعي قد يصل الي الحد المرضي في بعض
الأحيان وقد يسبب قلقا داخل الأسرة.. كيف يتحول هذا الشعور إلي شيء
مرضي؟.. وكيف يمكننا تفادي الوقوع فيه؟
يقول د. عادل صادق استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس:
البنت
دائما في السن المبكرة تنظر إلي أمها كنموذج ومثل اعلي فتقلده ولكن في سن
المدرسة تبدأ الطفلة في النضج اكثر وتحاول ان تستقل جزئيا عن والدتها فتقوم
بأعمال تختلف عن تفكير الأم وتبدأ تغار من سلطة الأم ونفوذها عليها وهنا
يمكن للام أن تعهد إليها ببعض المسئوليات لتعطيها ثقة في نفسها ولتشعرها ان
لها مكانة وأهمية في الأسرة حيث يتولد لديها في هذه المرحلة رغبة كبيرة في
إثبات الذات وعندما تعطي الأم فرصة لابنتها بان تثبت ذاتها فان ذلك يقيم
نوعا من التوازن بين غيرة الابنة وبين مكانتها وثقتها بنفسها.. وبناء مشاعر
الثقة بالنفس والروح المعنوية العالية لدي البنت مهمة الأم والتي لابد ان
تكون علي وعي تام بطبيعة ابنتها ونظرتها إليها.. فدائما الصغار يغارون من
سلطة الكبار وقوتهم ولابد ان نشير هنا إلي انه في بعض الأحيان تتصور الأم
ان ابنتها تغار منها نتيجة أنها تعاني من احباطات نفسية من ناحية الأب وهذا
هو ما يؤدي للتحول المرضي.
وتحول الغيرة الطبيعية تجاه الأم إلي غيرة
مرضية يتوقف علي وعي إلام بطبيعة ابنتها وأسلوب تعاملها معها وإدراكها
للتغيرات النفسية التي تحدث لها مع نموها.. والأب أيضا له دور كبير فتفضيله
الدائم للام وإحساس البنت بعدم الأهمية وان مكانة أمها عند الأب تهدد
مكانتها وتقلل منها يزيد من غيرتها منها وهنا تشعر البنت باستحواذ الأم علي
مشاعر الأب وحبه من هنا تبدأ الغيرة في التحول من شعور طبيعي الي شعور
مرضي.
وإلام دائما هي الأساس التي تبني عليه شخصية الطفل فهي الأكثر
معرفة ودراية بابنتها ويمكنها تدارك هذا الموضوع بسرعة بان تصادق ابنتها
وتخلق منها شخصية مسئولة فتبدأ في إشراكها في أعمال المنزل وتشعرها بأنها
مهمة ولها دور فعال وحقيقي في الأسرة وتنبع استقلالية الفتاة من إحساسها
بالمسئولية وهنا تلغي المقارنة بينها وبين والدتها وتبدأ في ممارسة دورها
الطبيعي