التمهيد
المال أداة طيعة في يد الإنسان يستخدمها في أعمال البر والإحسان والصلاح، كما قد يستعملها في أعمال الشر والفساد. وكثيرا ما يقدم إنسان على تصرفات مالية محرمة، فيعطيها طابع الإباحة ليأكل أموال الناس بالباطل. والرشوة الشائعة في المجتمعات من هذا القبيل.

النصوص الشرعية
قال تعالى:" وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" سورة البقرة الآية 188.

توثيق النصوص
* سورة البقرة: سورة مدنية، من السور الطول، عدد آياتها 286 آية، السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف، سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏البقرة ‏‏" ‏إحياء ‏لذكرى ‏تلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏التي ‏ظهرت ‏في ‏زمن ‏موسى ‏الكليم ‏حيث قُتِلَ ‏شخص ‏من ‏بني ‏إسرائيل ‏ولم ‏يعرفوا ‏قاتله ‏فعرضوا ‏الأمر ‏على ‏موسى ‏لعله ‏يعرف ‏القاتل ‏فأوحى ‏الله ‏إليه ‏أن ‏يأمرهم ‏بذبح ‏بقرة ‏وأن ‏يضربوا ‏الميت ‏بجزء ‏منها ‏فيحيا ‏بإذن ‏الله ‏ويخبرهم ‏عن ‏القاتل ‏وتكون ‏برهانا ‏على ‏قدرة ‏الله ‏جل ‏وعلا ‏في ‏إحياء ‏الخلق ‏بعد ‏الموت‎

الشرح اللغوي:
• الرشوة: ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل.
• تدلوا بها: تدفعونها رشوة وتتقربون بها إلى المرتشين.
• فريقا من أموال الناس بالإثم: أي جزءا من أموال الناس بالباطل.
• وأنتم تعلمون: أي تعلمون أنكم مبطلون وتأكلون الحرام

المضامين:
نهيه تعالى عن أكل أموال الناس بالوجه الذي لا يبيحه الله عز وجل ودفعها إلى غير أصحابها.

التــحــلــيل
مفهوم الرشوة وأضرارها :
الرشوة هي كل ما يعطى لإبطال حق أو إحقاق باطل، سواء كان مالا أو أي شيء آخر له منفعة يطلب من أجلها . وقد حرمت الرشوة في الإسلام لما لها من إضرار على الفرد والمجتمع ونذكر منها:
* قضاء الأغراض على حساب الضعفاء ماديا ومعنويا.
* ضياع حقوق الناس خاصة الذين لا يملكون نقودا ولا سلطة.
* إبطال الحق وإحقاق الباطل.
* التملص من آداء الواجب.
* الحصول على مال بطريق غير شرعي.

وسائل محاربة الرشوة :
أقر الإسلام مجموعة من الوسائل لمحاربة الرشوة نذكر منها:
* الإحساس بمراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن.
* الإيمان القوي
* التوعية من طرف الأسرة والمدرسة والمسجد
* التذكير بعقاب الله للراشي والمرتشي والرائش وكل من له علاقة بمجال الرشوة