يصاغ اسم الفاعل للدلالة على من فعل الفعل على وجه الحدوث: مثل: أكاتب أَخوك درسه، أَو على من قام به الفعل مثل: مائت سليم.

ويشتق من الأَفعال الثلاثية على وزن فاعل مثل: ناصر، قائل، واعد، رام، قاض، شادّ. ويكون من غير الثلاثي على وزن مضارعه المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل آخره مثل: مُكْرِم، مُسْتغفِر، متخاصِمان، متجمِّع، مختار، مصطفٍ.

وإِذا أُريد الدلالة على المبالغة حُوّل اسم الفاعل إلى إحدى الصيغ الآتية:

فعَّال مثل: غفَّار ضرّاب.

مِفْعال مثل: مِقْوال.

فَعُول مثل: قؤول، غفور، ضروب.

فَعيل مثل: رحيم، عليم.

فَعِل مثل: حذِر.

ويلاحظ أَن أَفعال صيغ المبالغة كلها متعدية، وقل أَن تأْتي من الفعل اللازم.

وهناك صيغ أُخرى سماعية مثل: مِفْعل (مِدْعَس = طعانْ) فِعّيل ومِفْعيل ((للمداوم على الشيء) مثل سكِّير ومِعطير، وفُعَلة مثل هُمزَة ولمزَة وضُحَكة، وفاعول مثل فاروق وحاطوم وهاضوم، وفُعال مثل طُوال وكُبار، وفُعَّال مثل كبار وحسّان.

ملاحظة: صيغ ((فعول ومفعال ومِفْعل ومِفْعيل)) يستوي فيها المذكر والمؤنث نقول: رجل معطير وامرأَة معطير، ورجل رؤُوم وأُم رؤُوم.

عمل اسم الفاعل ومبالغاته:

يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم، تقول (أَزائرٌ أخوك رفيقَه = أَيزور أَخوك رفيقه). وقد يضاف إلى مفعوله بالمعنى مثل: (أَأَخوك زائرُ رفيقهِ) فرفيق مضاف إليه لفظاً وهو المفعول به معنى، هذا ولا يضاف اسم الفاعل إلى فاعله البتة على عكس ما رأَيت في المصدر، ويعمل في حالين:

1- إِذا تحلى بـ(ال) عمل دون شرط: المُكرم ضيفَه محمود، مررت بالمكرم ضيفَه إلخ.

2- إِذا خلا من (ال) فلابدَّ لعمله من شرطين:

أ- أَن يكون للحال أَو للاستقبال.

ب- أَن يسبق بنفي أو استفهام، أو اسم يكون اسم الفاعل خبراً له أَو صفة أَو حالاً مثل: ما منصفٌ خالدٌ أخاه - هل ذاهبٌ أَنت معي - أخوك قارئٌ درسه - مررت برجل حازمٍ أَمتعَته (وقد يحذف الموصوف إِذا علم تقول: مررت بحازمٍ أَمتعته) - رأَيت أَخاك رافعاً يده بالتحية.

ومبالغات اسم الفاعل تعمل عمله بشروطه وأَكثرها عملاً وزن ((فعَّال)) فمفعال ففعول ففَعِل: هذا ظلاَّمٌ الضعفاءَ - مررت بمنحارٍ الإِبلَ - القؤولُ الخيرَ محبوب - أَرحيمٌ أَبوك أَطفاله - ما حذرٌ عدوَّه.

هذا والمفرد والجمع من اسم الفاعل ومبالغاته في العمل سواء.

ملاحظتان:

1- يجوز في تابع المفعول المضاف إليه اسم الفاعل، الجر مراعاة للفظ والنصب مراعاة للمحل على نحو ما مر في المصدر.

2- يجوز تقديم معمول اسم غير المحلى بـ(ال) عليه، إلا إذا كان مجروراً بالإِضافة أَو بحرف جر أَصلي، تقول: أَهذا جارُ مُكرِمٍ ضيفه؟ ليس أَخوك مسيئاً إلى خصمه.

وفي غير هذين الحالين يجوز تقديمه تقول: (أَهذا ضيفَه مكرمٌ) و(ليس أَخوك خصمَه بمنصف). أَما المحلى بـ(ال) فلا يتقدم معموله عليه.

الشواهد:

(أ)

فلم يضرْها وأَوهى قرنَه الوعل 1- كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها


الأعشى

وليس بولاَّج الخوالف أَعقلا 2- أَخا الحرب لبَّاساً إليها جِلالَها


القُلاخ بن حزن

إذا عدموا زاداً فإنك عاقرُ 3- ضروبٌ بنصل السيف سوق سمانها


أبو طالب

حتى أُبير مالكاً وكاهلا 4- والله لا يذهب شيخي باطلا

شيخ معدٍّ حسباً ونائلاً القاتلين البطلَ الـحُلاحِلا


امرؤ القيس

جحاشُ الكِرْمِلين لها فديد 5- أَتاني أَنهم مَزِقون عرضي


الفديد: التصويت. الكرملين: ماء بجبل طيء - زيد الخيل للحرب دائرة على ابَنْي ضمضم 6- ولقد خشيت بأَن أَموت ولم تدر

والناذريْنِ إِذا لمَ آلقهما دمي الشاتميْ عرضي ولم أَشتمهما



عنترة

غُفُرٌ ذنبَهُم غير كُفُرْ 7- ثم زادوا أَنهم في قومهم


طرفة

بدُومة، تَجْرٌ دونه وحجيج 8- عشية سُعدى لو تراءَت لراهب

على الشوق إِخوانَ العزاءِ هيوج قلى دينه واهتاج للشوق إِنها


أبو ذؤيب

عوذاً تزجَّى بينها أَطفالُها 9- الواهب المئةِ الهجانِ وعبدها


الأعشى

10- {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ، خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ}

[القمر: 54/6-7]

(ب)

ما ليس ينجيه من الأَقدار؟ 11- حذِرٌ أُموراً لا تضير وآمنٌ

12- أَما العسل فأَنا شرَّاب

13- إِنه لمِنحارٌ بوائكها (سمانَها)

أَو عبدَ ربٍ أَخا عون بن محراق؟ 14- هل أَنت باعث (دينارٍ) لحاجتنا

ليَ أَم هم في الحب لي عاذلونا؟ 15- ليت شعري مقيمٌ العذرَ قومي