نظرا لكون الأم – على الأغلب – تقضي وقتا أكثر من الرجل في المنزل , وتهيئة متطلباته , إن لم تكن تقضي معظم وقتها في المنزل كان الأولاد أشد إلتصاقا بالأم منهم بالأب .
وبناءا على ذلك للأم الدور الأكبر في إمكانية توجيه الأولاد الوجهة الصحيحة , وذلك لكثرة الفترة التي تقضيها معهم كما تقدم ذكره .
ولذلك اكد الإسلام على ضرورة إختيار الزوجة التي تستحق أن تمنح هذا المنصب الخطير ألا وهو منصب الأم كما رسم الإسلام المنهج القويم الذي يجب على الأم إتباعه في تعاملها مع الأولاد وهذا المنهج يمكن درجه ضمن نقاط :
1- تزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن إنتهاج ذلك السلوك , ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم في الدنيا و وفي الاخرة .
2- تقبيح السلوك الخاطئ والمنحرف لهم , وصرف أنظارهم ما أمكنها ذلك عن ذلك السلوك , واطلاعهم على الآثار السيئة , والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على السلوك المنحرف والخاطئ .
3- تربية البنات على العفة والطهارة , وإشاجهن للإقتداء بالنساء الخالدات من أمثال الصديققة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) , وتحذيرهن من الأقتداء بالقذرات من النساء اللاتي يشتهرن بإنحرافهن الأخلاقي و كما تحذرهن من الاستهتار , وخلع الحجاب وعدم الإستماع إلى ما يثار ضده من الأباطيل من قبل أعداء الإسلام ومن يحذو حذوهم .
4- الأعتدال في العاطفة وعدم الإسراف في تدليل الأولاد ذلك الذي يقود إلى ضعف شخصية الأولاد و وعدم إرتقائها إلى المرحلة التي تتحمل فيها مسؤوليتها .
5- توجيه أنظار الأولاد إلى المكانة التي يحتلها الأب في الأسرة , وما يجب عليهم من إحترم تجاهه , والأقتداء به- على فرض كونه رجلا يستحق الأقتداء به – وذلك لكي يتمكن الأب من أداء دوره في توجيه الأولاد و وإصلاح المظاهر الخاطئة في سلوكياتهم .
6- تجنب الأصطدام بالزوج – وخاصة أمام الأولاد – لأنه قد يخلق فجوة بينهما تقود إلى آضطراب الطفل وخوفه وقلقه .
7- وجوب إطلاع الأب على المظاهر المنحرفة في سلوك الأولاد و أو ما قج يبدر منهم من الأخطاء التي تنذر بالإنحراف وعدم الإنسياق مع العاطفة التي تملي عليهم التكتم و وإخفاء تلك المظاهر عن اطرع الأب عليها .
8- صيانة الأولاد من الأنخراط في صداقات غير سسليمة و وإبعادهم عن مغريات الشارع ووسائل الإعلام المضللة , من قبيل البرامج المنحرفة و والكتب المضللة .
9- محافظتها على مظاهر إتزانها أمام الأولاد وذلك كي لا يقتدي الأولاد بها و لأنهم على فرض عدم قيامها بذلك سيقعون في تناقض بين إتباع ما تقوله الأم أو تمارسه .
إذذن فيجب الألتفات إلى أن (أهم ناحية في تربية الطفل تستند إلى الأم و فهي التي تبني الأسس لاتجاهات الطفل وأخلاقه , وهي التي توجهه نحو الفضائل والطموح ... لقد توفرت في الأم بعض الدوافع الذاتية لرعاية الطفل وتربيته ولعل أهمها :
1- أنها أصبر من غيرها على تربية أطفالها ورعايتهم لأنها مدفوعة بدافع فطري ذاتي .
2- أنها أكثر دراية و وإمعانا بأخلاق أبنائها ونفسياتهم , وأبصر بالوسائئل التي تجدي في توجيههم بعثا نحو الخير , وجرا عن الشر .
3- أن الطفل يستجيب لأمه بحكم فطرته وحاجته إليها .
هذا هو المنهج الذي يجب على الأم مراعاته في تعاملها مع أولادها , وتوجيهها لهم , ولقد أحجمنا عن ذكر الكف عن النف والأسلوب الشديد القاسي معهم , وذلك لأن الأم بدافع عاطفتها لا تميل إلى العنف , بل مقتضى تركيبتها العضوية نبذ العنف في كافة مجالات الحياة التي تتعامل معها .
فإذا كانت تحجم عن العنف وتنبذه في كافة مجالات الحياة الأخرى فهي أكثر نبذا له ولأساليبه في تعاملها مع فلذات أكبادها .
أما إنتهاج البعض من الأمهات نهج العنف في التعامل مع أبنائها , فإن ذلك استثناء من الحالة العامة التي عليها المرأة من نبذها للعنف , وكراهيتها له , لذا فالخوض في هذا الأستثناء يقتضي الولوج في الدوافع الذاتية أو الخارجية التي قادت إلى هذا الشذوذ عن المنهج الغالب